حان وقت تبني الخطة "ب"

حان وقت تبني الخطة "ب"

في الآونة الأخيرة، لقد أثبتت العملات النقدية (فيات) فشلها كمخزن للقيمة، ولا أتكلم هنا عن عملات الليرة أو البيزو.

25 مارس, 2023
طلال الطبّاع
طلال الطبّاع
الكاتب

في الآونة الأخيرة، لقد أثبتت العملات النقدية (فيات) فشلها كمخزن للقيمة، ولا أتكلم هنا عن عملات الليرة أو البيزو. 

في عام ١٩٧١، قررت الولايات المتحدة الأمريكية التخلي عن معيار الذهب جاعلة الدولار هو العملة الاحتياطية العالمية منذ ذلك الحين. أعطت هذه الخطوة بشكل أساسي بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي القدرة على طباعة الأموال دون الحاجة إلى دعمها بأي احتياطيات (كما كان الحال مع الذهب سابقاً). كما يقول المثل "القوة المطلقة مفسدة". منذ ذلك الحين، ازداد المعروض النقدي عبر الديون بشكل كبير. في عام ١٩٧١، كان على الولايات المتحدة أقل من تريليون دولار من الديون، واليوم هذا الرقم هو ٣١.٧ تريليون دولار!

ولو انتقلنا زمنياً إلى يومنا هذا، سنجد أن البنوك المركزية قد قامت بأسرع عملية رفع لأسعار الفائدة في التاريخ كمحاولة للسيطرة على التضخم المرتفع منذ ٤٠ عاماً. يؤكد هذا أن النظام لا يمكنه التعامل مع الانكماش في السيولة، حيث تكافح العديد من البنوك الآن للوفاء بالتزامات السيولة تجاه عملائها. في الوقت الحالي،  البنوك الأمريكية ما يقارب ٦٠٠ مليار دولار من الخسائر غير المحققة. إذا اضطروا إلى البيع وتحقيق هذه الخسائر، فمن المحتمل أن يتسبب ذلك في أزمة مصرفية حادة. استجابة لذلك، ضخ الاحتياطي الفيدرالي في الأسبوع الماضي حوالي ٣٠٠ مليار دولار في الاقتصاد، وهذا هو نصف السيولة التي سحبت من النظام خلال الأشهر الـ ١٢ الماضية في أسبوع واحد فقط!

يبقى السؤال هو: ماذا ستفعل البنوك المركزية إذن؟ هناك نتيجتين محتملتين:

أ) الاستمرار في رفع أسعار الفائدة والمخاطرة بالركود الاقتصادي: يمكن أن يعرض هذا المودعين في البنوك لمخاطر الطرف المقابل حيث لا توجد أصول سائلة كافية في متناول البنوك للوفاء بسحب العملاء

ب) طباعة النقود (مرة أخرى) بشكل ما وخفض قيمة العملة مما يؤدي إلى استمرار ارتفاع التضخم. حتى أن البعض أخذ يحذر من أن التضخم المفرط أصبح قاب قوسين أو أدنى.

بغض النظر عما يحدث حالياً، أعتقد أن عصر النقود الورقية المطبوعة من فراغ قد ولّى وقد آن أوان إجراء إصلاح شامل. يحتاج المستثمرون إلى بديل نقدي صعب للحفاظ على قوتهم الشرائية. بالنسبة لغالبية العالم، فإن شراء الذهب لم يعد سهلاً بسبب الصعوبات في كشف تزويره ونقله وتخزينه. الأمر نفسه ينطبق على السلع الأخرى، ينتهي بك الأمر بشراء مطالبة ورقية للسلعة، حيث لا يزال يتعين عليك الوثوق بطرف ثالث للوفاء بمطالبتك. تعتبر العقارات بالطبع أصولاً حقيقية، لكنها ليست متاحة لغالبية الناس لأنه ليس من السهل شراء عقارات بقيمة ١٠٠ دولار فقط. ومع ذلك، فإن البيتكوين، أول أصل رقمي نادر بشهادة لحامله ويقدم حلاً حقيقياً.

تمتلك البيتكوين معروضاً ثابتاً لا يمكن زيادته أو إنقاصه ولا يتغير بناءً على السعر أو الطلب. إنه أصل رقمي بشهادة لحامله، مما يعني أنه يمكنك الاحتفاظ به بنفسك بسهولة على هاتف محمول دون أي مخاطر من الطرف المقابل. عندما تشتري عملة البيتكوين، فأنت لا تشتري مطالبة لعملة البيتكوين، بل تشتري الأصل نفسه. إنها بكل المقاييس تقنية ادخار فائقة مطلوبة بشدة لتتماشى مع معطيات هذا العصر الرقمي.

بالفعل، حان الوقت لتبني الخطة "ب". لقد أصبح العالم يستيقظ على حقيقة أن خطر عدم امتلاك البيتكوين أكبر من خطر الاحتفاظ به. يالها من أوقات مثيرة للاهتمام!

شارك المقال عبر:
مدونة المؤسسين

استثمر اليوم في مستقبل المال مع كوين مينا

مقالات ذات صلة