التمويل المركزي يختلف عن التمويل اللامركزي!
خلال أظلم الأوقات في قطاع العملات الرقمية، نجح التمويل اللامركزي!
خلال أظلم الأوقات في قطاع العملات الرقمية، نجح التمويل اللامركزي!
لقد كانت الأشهر القليلة الماضية حافلة بالأحداث في عالم العملات الرقمية، خاصةً مع تقدم كل من ثري آروز، فوياجر، سيليسيوس بطلب للإفلاس، بينما هبّت منصة إف تي إكس لإنقاذ بلوك فاي من الإفلاس. ومع توالي هذه الأخبار السيئة، تجد وسائل الإعلام المضللة يبدعون في وصف نهاية العملات الرقمية. أثناء فترات الانكماش في السوق كالتي نمر بها حالياً، تختفي فوارق المعنى في الكتابة الصحفية وتعلو فوقها العناوين المضللة التي تنذر بالنهاية وتكثر فيها المبالغات مثل "انهيار سوق العملات الرقمية" و "سقوط التمويل اللامركزي" بهدف جذب أكبر عدد ممكن من القراءات متناسيين في خضّم كل هذا حقيقة أن التمويل اللامركزي قد أثبت نجاحه بالفعل!
أولاً، علينا أن نفهم أن مقرضي العملات الرقمية مثل سليسيوس وفوياجر وبلوك فاي لا يمثلون التمويل اللامركزي. حيث إنها شركات مركزية تقدم خدمات الإقراض، ولكن بدلاً من إقراض العملات الورقية يقدمون العملات الرقمية. المصطلح الصحيح لوصفها هو التمويل المركزي أو (CeFi). تعمل شركات التمويل المركزي مثل البنوك التقليدية لا كشركات العملات الرقمية حيث تخضع الاتفاقيات فيها للعقود التقليدية بدلاً من العقود الذكية. بصراحة، فإن وعد مثل شركات التمويل المركزي هذه بالعوائد هو في الأساس ادعاء لا حُجة له ولم يتم التحقق منه ولكنه يفرض على المستخدمين الإيمان بثقة عمياء بما يعدونهم به. كشفت ملفات الإفلاس عن تفاصيل تفيد بأن مقرضي التمويل المركزي، شأنهم شأن البنوك خلال الأزمة المالية لعام ٢٠٠٨، قد أخذوا ودائع قصيرة الأجل وقدموا قروضاً طويلة الأجل محفوفة بالمخاطر، وكانوا يفرطون في الاستدانة بشكل غير مسؤول.
بينما بروتوكولات التمويل اللامركزي مثل كومباوند وآفي وميكر ويوني سواب والتطبيقات اللامركزية الأخرى (DApps) هي بروتوكولات متصلة بسلاسل بلوك تشين تحكمها عقود ذكية، وهذا فرق كبير. ميزة العقود الذكية في التمويل اللامركزي أنها تستثني العنصر البشري الإنساني، حيث تتم الصفقات بشفافية وعلى البلوك تشين بدلاً من غرف مجالس الإدارة الخاصة والاتفاقيات السرية. يتم تسوية المنازعات بشكل فوري وتلقائي عن طريق كود برمجي على الكمبيوتر بدلاً من قضاء شهور أو سنوات في أروقة المحاكم والقضاء. وقد تجلى ذلك مؤخراً في حالات الإفلاس المذكورة أعلاه.
على سبيل المثال، أظهرت التقارير التي تقدمت بها سيليسيوس للإفلاس أن الشركة لديها التزامات بقيمة ٥.٥ مليار دولار، منها ٤.٧ مليار دولار مستحقة للمستخدمين، وذلك بعد أن سددوا ١٠٠٪ من ديونهم البالغة ٨٠٠ مليون دولار إلى بروتوكولات التمويل اللامركزي مثل كومباوند وآفي وميكر وغيرها من التطبيقات اللامركزية. لقد تم إصدار القروض المضمونة لبروتوكولات التمويل اللامركزي تلقائياً لأنها تحكمها عقود ذكية. لم يكن لدى شركات التمويل المركزي خيار واضطرت إلى سداد القروض. في حين أن مستخدمي منصة سيليسيوس لا يعرفون ما إذا كانوا سيستعيدون أموالهم. وسيقرر مصيرهم المحامون الذين يناقشون القضية الآن في المحاكم. في حضرة القانون والمحكمة، هناك فسحة للغموض ولا يمكن التنبؤ بالحكم النهائي، ولكن في عالم التمويل اللامركزي والعقود الذكية لا يُسمح بالغموض ولا يوجد أمامك مجال للمجادلة حتى. لقد كان أداء التمويل اللامركزي لا تشوبه شائبة خلال أسوأ حدث تصفية وتسييل للعملات الرقمية في تاريخ الكريبتو. إذا كان الشهر الماضي قد أثبت أي شيء، فقد أثبت أن التمويل اللامركزي قد نجح بالفعل.
