الكريبتو لم تفشل، بل الكيانات المركزية التي تحتاج الثقة هي من فشلت!

الكريبتو لم تفشل، بل الكيانات المركزية التي تحتاج الثقة هي من فشلت!

لن أُحاول تجميل حقيقة ما حدث، حيث أن إف تي إكس/ألاميدا قد ضيّعت ١٠ مليار دولار (سيتم تأكيد الرقم) وهذا قد يهز ثقة المستثمرين في العملات الرقمية والقطاع ككل لبعض الوقت.

14 نوفمبر, 2022
طلال الطبّاع
طلال الطبّاع
الكاتب

الكريبتو لم تفشل، بل الكيانات المركزية التي تحتاج الثقة هي من فشلت! لن أُحاول تجميل حقيقة ما حدث، حيث أن إف تي إكس/ألاميدا قد ضيّعت ١٠ مليار دولار (سيتم تأكيد الرقم) وهذا قد يهز ثقة المستثمرين في العملات الرقمية والقطاع ككل لبعض الوقت.

إليكم ملخصاً بكل ما جرى من أحداث في الآونة الأخيرة:

  • كشف تقرير صادر عن كوين ديسك أن الميزانية العمومية لشركة ألاميدا (الذراع الاستثماري لمنصة إف تي إكس) تتضمن ١٤.٦ مليار دولار من الأصول. ولكن، شكّلت عملة المنصة إف تي تي جزءاً كبيراً من هذه الأصول ( ٣.٦٦ مليار دولار من إف تي تي غير المؤمنة، و٢.١٦ مليار دولار من إف تي تي المضمونة).

  •  قام الرئيس التنفيذي لشركة بينانس بالتغريد قائلاً أن المنصة ستقوم بتصفية ما بحوزتها من عملة إف تي تي~ أي ما يعادل ٥٠٠ مليون دولار. (من الجدير ذكره أن سي زي كان من أوائل المستثمرين في إف تي إكس عام ٢٠١٩، لكنه خرج من الصفقة في يوليو ٢٠٢١).

  • تسبب هذا في حدوث حالة من الذُعر المصرفي في إف تي إكس حيث تهافت المستخدمون لسحب أموالهم.

  • قامت ألاميدا بسحب الأموال من المحافظ وتحويلها إلى إف تي إكس للحفاظ على السيولة وقيمة إف تي تي من الانهيار.

  • جمدت إف تي إكس عمليات السحب على المنصة وبالكاد تواصلت مع العملاء لإطلاعهم على المستجدات.

  • أعلن مؤسس إف تي إكس سام بانكمان فرايد عن اتفاقية استحواذ غير ملزمة من قبل منافستها بينانس (انسحبت الأخيرة من الصفقة بعد أقل من ٤٨ ساعة من العناية الواجبة).

  • من المرجح أن تواجه إف تي إكس خطر الإفلاس مع عجز في الميزانية يصل إلى مليارات الدولارات.

يبدو أن ما حدث كان احتيالاً واسع النطاق وسوء استخدام لأموال المستخدمين من قبل إف تي إكس وذراعها الاستثماري ألاميدا. يُعد هذا أمراً غير قانوني بالطبع، ولو أن المنصة كانت خاضعة للتنظيم في ولاية قضائية شديدة التدقيق، كان من الممكن أن يتم كشف ما جرى وإيقاف المنصة عن العمل قبل أن تتطور الأحداث إلى هذا الحد. هذا بالضبط هو السبب وراء سعينا لتأسيس كوين مينا تحت إشراف بنك البحرين المركزي (وقريباً سُلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضية) المعروف بأٌطره التنظيمية القوية والمستوى العالي من الرقابة. كما أننا نخضع لعمليات تدقيق بانتظام ويتوجب علينا تقديم تقارير يومية وشهرية وربع سنوية إلى الجهات التنظيمية ذات الصلة. والأهم من ذلك، هو أننا لا نقدم التداول برافعة مالية/التداول على الهامش. كما أننا ننظر إلى الكريبتو على أنها استثمار على المدى الطويل وليست مجرد طريقة لتحقيق الثراء السريع.

وعلى الصعيد الشخصي، لا يسعني التعبير عن مدى إحباطي لمستوى الاحتيال الذي تورطت به منصة إف تي إكس. لقد دخلت عالم الكريبتو لأنني أردت نظاماً مالياً أكثر عدالة وإنصافاً من النظام الحالي. ذلك أنه في النظام المصرفي الاحتياطي الجزئي الحالي، يعد استخدام ودائع المستخدمين لإجراء الاستثمارات من الممارسات الاعتيادية للبنوك، مما يجعلها عرضة للإفلاس. أي أن إف تي إكس عملت بالضبط كمؤسسة مالية متهورة وتحملت مخاطر كبيرة على حساب عملائها. إذا كانت الكريبتو تريد أن تكون الحجر الأساس لمستقبل التمويل، فعلينا أن نفعل ما هو أفضل وليس مجرد إعادة إنشاء نسخة رقمية من النظام القديم وعيوبه.

وعلى المدى الطويل، لا يؤثر مثل هذا الحدث المؤسف على نظرتي المتفائلة للعملات الرقمية، بل في حقيقة الأمر، هذا يجعلني أكثر تفاؤلاً بشأن أهمية اللامركزية والأنظمة التي لا تحتاج الثقة المركزية، حيث أنني أعتبر هذا فشلاً مؤسسياً/شخصياً، ولا يعد فشلاً للكريبتو. 

شارك المقال عبر:
مدونة المؤسسين

استثمر اليوم في مستقبل المال مع كوين مينا

مقالات ذات صلة