انهيار سوق العملات الرقمية الأخير يسلّط الضوء على الحاجة لتنظيم القطاع الرقمي

انهيار سوق العملات الرقمية الأخير يسلّط الضوء على الحاجة لتنظيم القطاع الرقمي

كما يعرف الكثير منكم، فإن ما حصل مع لونا والعملة المستقرة UST يعتبر من أكبر الإنهيارات التي شهدها قطاع العملات الرقمية على الإطلاق، حيث خسر السوق أكثر من ٥٠ مليار دولار في غضون أسبوع واحد فقط.

23 مايو, 2022
 دينا سمعان
 دينا سمعان
الكاتب

كما يعرف الكثير منكم، فإن ما حصل مع لونا والعملة المستقرة UST يعتبر من أكبر الإنهيارات التي شهدها قطاع العملات الرقمية على الإطلاق، حيث خسر السوق أكثر من ٥٠ مليار دولار في غضون أسبوع واحد فقط. وهذا بدوره أدى إلى فوضى واسعة النطاق في السوق، كما من المتوقع أن تظل آثار هذا الإنهيار الصادم تخيم على قطاع الكريبتو و التمويل_اللامركزي لفترة من الوقت. وكما قُلت مسبقاً، فإن الأحداث المؤسفة الأخيرة هذه لم ولن تغير رأيي في مستقبل العملات الرقمية؛ إلا أنها سلّطت الضوء على حاجة القطاع الماسّة للمزيد من الوضوح التنظيمي. 

بالطبع، لا يرغب أحد في أن يرى مستثمراً يخسر أمواله، أنا شخصياً أعتقد بإن القطاع الرقمي مر بانهيار مماثل للذي مر به بنك "ليمان براذرز" إبان الأزمة المالية العالمية في الأعوام ٢٠٠٧/٢٠٠٨. وشأنها شأن ليمان براذرز، فإن UST كانت مستقرة بالاسم فقط؛ حيث أنها عملة لوغاريتمية "مستقرة" ترتبط قيمتها بعملة متقلبة وغير مستقرة أصلاً. بينما تعتبر العملات المستقرة الحقيقية مثل USDT و USDC (المتاحتان للتداول على كوين مينا) آمنة أكثر؛ لاسيما وأن سعرها مدعوم بأصول ملموسة، حيث أن الشركات المُّصدرة لهما تحتفظ بخزينتها بالدولار بنسبة ١:١ مقابل كل عملة مستقرة تطلقها للتداول.

هنا بالضبط تأتي أهمية تنظيم القطاع؛ فسواء أكان الهدف محاربة العملات المستقرة التي تضلل المستثمرين أو إيقاف منصات التداول الإحتيالية غير المرخصة عن العمل، فإننا في أمّس الحاجة لوجود إطار تنظيمي يتضمن قوانين وتشريعات من شأنها حماية المستثمر ودعم التنمية المستدامة داخل قطاعي العملات الرقمية والتمويل اللامركزي. من حسن حظنا أن الهيئات التنظيمية في الوطن العربي على دراية بوجود مثل هذه الحاجة. فمع استمرار إصدار الهيئات التنظيمية مثل بنك البحرين المركزي وسُلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضية لتشريعات جديدة تواكب تطورات القطاع وتتمحور حول حماية المستثمر، فأنا أعتقد جازمة بأن الأحداث المؤسفة مثل انهيار لونا ستصبح نادرة التكرار.

بالمختصر، في عالم العملات الرقمية تجدون مشاريعاً تمتلك بنية مالية قوية وبعضها على العكس تماماً. ولكن يمكننا القول بإن "تيرا" كانت مشروعاً محفوفاً بالمخاطر وباء بالفشل. لذلك، نذكركم دائماً بالبحث المتعمق قبل دخول أي مشروع. وأيضاً، عليكم الاستثمار بمبالغ صغيرة واعتماد استراتيجيات تساعدكم على إدارة المخاطر واتخاذ قرارات مستنيرة.

وأخيراً، علينا النظر إلى الصورة الأشمل. فعندما أعلن بنك ليمان براذرز إفلاسه، توقع البعض نهاية التمويل اللامركزي وقد كانوا مخطئين. وبالرغم من أن هذا الانهيار مؤلم، إلا أنه لا بد منه لكي ينضج السوق الرقمي.

أعتقد أن السوق الرقمي سينهض من جديد وعلينا ضبط أعصابنا والتمسك بعملاتنا!


شارك المقال عبر:
مدونة المؤسسين

استثمر اليوم في مستقبل المال مع كوين مينا

مقالات ذات صلة