تبني العملات الرقمية يشهد انتعاشاً رغم انخفاض الأسعار
بينما لا يزال انهيار عملة لونا يتصدر عناوين الأخبار لاسيما مع خبر إطلاق تيرا ٢.٠، لربما قد تكون قد فاتتك بعض المقالات التي تناولت مساعي المؤسسات المالية الكبيرة لتبني العملات الرقمية.
بينما لا يزال انهيار عملة لونا يتصدر عناوين الأخبار لاسيما مع خبر إطلاق تيرا ٢.٠، لربما قد تكون قد فاتتك بعض المقالات التي تناولت مساعي المؤسسات المالية الكبيرة لتبني العملات الرقمية.
ومع انخفاض القيمة السوقية للعملات الرقمية إلى النصف تقريباً من أعلى مستوياتها في نوفمبر ٢٠٢١، معلنةً دخولنا في السوق الهابطة، قد يعتقد البعض أن الحماس للاستثمار في القطاع انخفض تأثراً. ولكن في الحقيقة، ضاعف اللاعبون الكبار استثماراتهم في السوق مما يجعل دورة السوق هذه مختلفة.
لعلكم تتساءلون، لما قد يحدث هذا في فترة الانكماش الاقتصادي؟ لنكون واضحين، سوق الكريبتو ليس الوحيد الذي يعاني من الانخفاضات حالياً. حيث يعاني سوق التمويل التقليدي أيضاً من آثار ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم المرتفع وقضايا سلاسل التوريد العالمية.
دعوني أشارككم أداء أسهم بعض عمالقة التكنولوجيا: نتفلكس (-٧٠٪)، شوبفاي (-٧٥٪)، جوجل (-٢٠)، أمازون وتيسلا (-٣٥٪)، فيسبوك (-٤٠). لذا كما ترون، كل الأسواق تعاني، وهذا يعني أن أداء العملات الرقمية ليس سيئاً كما ظننا في البداية، حيث انخفض سعر البيتكوين ٤٠٪ والإثيريوم ٥٥٪.
وبغض النظر عن تصحيح الأسعار في السوق، فلو نظرنا إلى أداء البيتكوين والإثيريوم في بدايات جائحة كورونا، سنجد أنهما كانتا أفضل من أسهم عملاقة التكنولوجيا. فمنذ انخفاضات مارس ٢٠٢٠، تضاعف سعر البيتكوين ٦ مرات، وتضاعف سعر الإثيريوم ١٠ مرات.
لذلك، ليس من المستغرب أن يستمر الاهتمام في العملات الرقمية. أطلقت شركة أندريسن هورويتز صندوق للاستثمار في الكريبتو بقيمة ٤.٥ مليار دولار، ليصبح الصندوق الأكبر على الإطلاق. كما أصبحت العملات الرقمية "فئة الأصول البديلة المفضلة" لدى جي بي مورغان.
وفي مارس ٢٠٢٢، أجرى بنك جولدمان ساكس أول عملية تداول مباشر للبيتكوين وقدم أول قرض مدعوم بالبيتكوين. كما وسمحت فيديليتي لحسابات مدخرات التقاعد ٤٠١(ك) بالاستثمار في البيتكوين حيث سيتمكن العملاء بتخصيص ما يصل إلى ٢٠٪ من مدخراتهم التقاعدية للاستثمار في البيتكوين.
تعكس هذه الأخبار الثقة المتزايدة في الكريبتو على المدى الطويل وستعمل على تسريع التبني. في النهاية، لا يزال الطريق نحو الاعتماد الكلي طويلاً لأننا في مراحل التبني الأولى. وتذكروا، من يحافظون على هدوئهم اليوم هم الأقرب لجني ثمار النجاح في السنوات المقبلة.
