ترقية الدمج

ترقية الدمج

وأخيراً، لقد اقترب موعد ترقية الدمج التي طال انتظارها. كما وسيتم إجراء ترقية الشبكة الرئيسية في سبتمبر ١٥ او ١٦ ٢٠٢٢.

21 أغسطس, 2022
طلال الطبّاع
طلال الطبّاع
الكاتب

نقاط رئيسية

  • ستنتقل الإثيريوم من إثبات العمل إلى إثبات الحصة

  • يقلل هذا من استهلاك الطاقة بنسبة  ٩٩.٩٥٪

  • يقلل هذا من إنشاء الإيثر بنسبة ٩٠٪

  • لن يخفض من رسوم المعاملات بشكل كبير (رسوم الغاز)

  • تصبح الإيثر عملة انكماشية خالصة إذا كانت رسوم الغاز ١٦ وي أو أعلى

  • سيكون بالإمكان سحب الإيثر المرهونة بهدف كسب الفائدة بعد ٦-١٢ شهر بعد الدمج


وأخيراً، لقد اقترب موعد ترقية الدمج التي طال انتظارها. حيث انتقلت بنجاح شبكة الاختبار الثالثة والأخيرة للإثيريوم، غوريلي، إلى إثبات الحصة (PoS) في بداية أغسطس ٢٠٢٢. كما وسيتم إجراء ترقية الشبكة الرئيسية عندما تصل الإثيريوم إلى إجمالي صعوبة المحطة الطرفية (TTD) ٥٨٧٥٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠، والمتوقع أن يحدث في ١٥ أو ١٦ سبتمبر المقبل.

الإثيريوم عبارة عن بلوك تشين لامركزية ومفتوحة المصدر تُمكّن إجراء ما يُسمى بالعقود الذكية. إيثر (ETH) هي العملة الرقمية الأصلية للمنصة وهي ثاني أكبر عملة بعد البيتكوين من حيث القيمة السوقية. من الجدير ذكره أن معظم التطبيقات اللامركزية (dApps) وتطبيقات التمويل اللامركزي (DeFi) التي سمعت عنها مبنية على شبكة الإثيريوم. إذا اعتبرنا أن الغرض من البلوك تشين هو بيع "مساحة الكتلة التخزينية"، فإن بلوك تشين الإثيريوم هو أكثر سلاسل الكتل حيوية وعملاً في قطاع العملات الرقمية ككل. وهذا أيضاً هو السبب الرئيسي وراء سعي الإثيريوم للتحول إلى إثبات الحصة؛ ألا وهو زيادة قابلية التوسع.

ابتكر مؤسس الإثيريوم فيتاليك بوتيرن مصطلح "معضلة البلوك تشين الثلاثية"، والتي تعني أنه يمكن لجميع سلاسل الكتل بشكل أساسي تحسين جانبين فقط من ثلاثة جوانب رئيسية: اللامركزية والأمان وقابلية التوسع. يستخدم النظام الحالي للإثيريوم ١.٠ آلية إجماع لإثبات العمل (PoW)، على غرار شبكة البيتكوين، وهي آلية تحسن اللامركزية والأمان على حساب قابلية التوسع. مع استمرار نمو الطلب على كتل الإثيريوم، قررت المؤسسة أنه يجب عليهم إعادة برمجة الإثيريوم لتحسين قابلية التوسع والأمان، على حساب اللامركزية. بعد خمس سنوات، وبعد عدة تأخيرات، اقترب موعد ترقية الإثيريوم ٢.٠. إنها المرة الأولى التي تخضع فيها طبقة أولى لشبكة بلوك تشينلمثل هذا التحول الكبير في ميزة أساسية مثل آلية الإجماع.

أولاً، يطلق عليها ترقية "الدمج" لأنه يدمج سلسلتين منفصلتين هما، سلسلة الإثيريوم الأساسية التي تعمل بإثبات العمل مع سلسلة بيكون التي تعمل بإثبات الحصة. سلسلة بيكون هي سلسلة جديدة، تم طرحها في الأول من ديسمبر ٢٠٢٠ لتعمل بالتوازي مع شبكة الإثيريوم الأساسية، ولا تحتوي حالياً على أي معاملات أو تطبيقات لامركزية عليها.

The merge diagram

في الأنظمة التي تعمل بآلية إثبات العمل، يمكن لأي شخص لديه أجهزة التعدين المطلوبة تشغيل عقدة أو تعدين الإيثر الخاص به. أما مع آلية إثبات الحصة، يجب أن "تخزن بهدف كسب الفائدة" بحد أدنى ٣٢ إيثر لتصبح مدققاً للشبكة. أو يمكنك تخزين أقل من ذلك كجزء من مجمع تعدين مثل "ليدو" والتي ستصدر لك رمز رقمياً مشتقاً يسمى (stETH)، ولا يلزم وجود أجهزة خاصة لأي شيء. يكسب كل من يرهن عملاته على الشبكة حوالي ٥٪ من العوائد. ومع ذلك، لا يزال بإمكانك إعداد عقدة إثيريوم دون تخزين أي إيثر، لكنك لن تكون قادراً على "اقتراح" الكتل.

سيكون أكبر تأثير لترقية الدمج هو تقليل استهلاك الطاقة. سيؤدي التحول من إثبات العمل إلى إثبات الحصة إلى تقليل استهلاك الطاقة بنسبة  ٩٩.٩٨٪ تقريباً! ولكن هذا لا يعني أن إثبات الحصة أفضل من إثبات العمل لأنه يستخدم طاقة أقل. حيث أن هناك تنازلات عند التحول من نظام مؤمن بالطاقة إلى نظام مؤمن برأس المال، أي أن هذا سيقلل من اللامركزية. في وقت كتابة هذا التقرير، كان ما يقرب من ٦٠٪ من إجمالي الإيثر المخزنة على شبكة الإثيريوم لكسب الفائدة تابعة لأربع كيانات هي؛ ليدو وكوين بيس وكراكن وباينانس، حيث تمتلك ليدو وحدها حوالي ٣١٪ من إجمالي الإثيريوم المخزن على الشبكة.

منذ إطلاق سلسلة بيكون في الأول من ديسمبر ٢٠٢٠، كان عدد المدققين ومقدار الإيثريوم المخزن يتزايد. في وقت كتابة هذا التقرير، كان هناك أكثر من ٤٠٠ ألف مدقق على سلسلة بيكون، وما قيمته ٢٠ مليار دولار أو ١٣.٣ مليون إيثر تمثل ما يقرب من ١٠٪ من المعروض الكلي من الإيثر مخزن على الشبكة. أحد التفاصيل المهمة هو أن عمليات سحب الإيثر المخزنة ستصبح متاحة فقط بعد ٦-١٢ شهراً من الدمج. تم تأخير ميزة سحب الإيثر المرهون بشكل مقصود للحفاظ على استقرار الشبكة وحمايتها من المضاربة التجارية. حتى عندما يكون السحب متاح، ستكون هناك قائمة انتظار، حيث سيسمح فقط بسحب حوالي ٣٠ ألف إيثر في اليوم. (يختلف المبلغ حسب عدد المدققين /٦٥٥٣٦).

سيتم تقليل وقت الكتل من ١٣.٦ ثانية إلى ١٢ ثانية، مما سيقلل بشكل طفيف رسوم الغاز، على الرغم من أنه ليس بشكل كبير لأن تخفيض رسوم معاملات الطبقة الأولى لم يكن الهدف الأساسي أبداً. تمتلك الإثيريوم خارطة طريق تضمن أن تكن سلاسل الكتل من الطبقة الثانية (مثل آربيتروم وزي كاي سينك وبوليجون وأوبتيميزم) ذات رسوم أقل، بينما ستكون رسوم الطبقة الأولى مرتبة من حيث الحجم التداول.

إلى جانب تقليل استهلاك الطاقة، كان أهم تأثير لترقية الدمج هو تقليل معدل إصدار الإيثر بنسبة ٩٠٪ من ٤.٣٪ إلى ٠.٤٣٪. يشير مجتمع الإثيريوم إلى هذا على أنه "ثلاثة أنصاف" المعدل السابق. بالإضافة إلى ذلك، تم تغيير هيكل رسوم معاملات الإثيريوم بعد تنفيذ ترقية (EIP-1559) في أغسطس ٢٠٢١، وتم حرق معظم رسوم المعاملات بدلاً من دفعها للمعدنين. الجمع بين هذين العاملين: تخفيض الإصدار بنسبة ٩٠٪ وحرق غالبية رسوم المعاملات يمكن أن يجعل من الإيثرعملة انكماشية. إذا كانت رسوم المعاملات حوالي ١٦ وي أو أعلى، فإن معدل الإيثر المحترق سيتجاوز معدل إصدار الإيثر، مما يجعلها أحد الأصول الانكماشية، أو كما يسميه مجتمع الإيثريوم "العملة السليمة جداً".

يعد تحول بلوك تشين بحجم الإثيريوم من إثبات العمل إلى إثبات الحصة حدثاً بالغ الأهميو. ولكن هناك مخاطر مرتبطة دائماً بأي خطة طموحة. استغرق مطورو الإثيريوم وقتاُ طويلاُ في محاولة تقليل المخاطر قدر الإمكان. من الصعب الآن الإجابة عن السؤال حول ما إذا كانت عملية الدمج ستنجح أو التأثير الذي ستحدثه على سعر الإيثر نظراً لوجود الكثير من المتغيرات المعنية. أنا شخصياً أقول بأن الدمج سيتنج لأن الإيثريوم وما بني عليها ساهمت في العديد من الابتكارات في قطاع الكريبتو، والتي يمكن لبعضها (إذا تم توسيع نطاقها بنجاح) تغيير الطريقة التي يعمل بها العالم.

شارك المقال عبر:
مدونة المؤسسين

استثمر اليوم في مستقبل المال مع كوين مينا

مقالات ذات صلة