سيستخدم الذكاء الاصطناعي العملات الرقمية
شهدت الأشهر القليلة الماضية تطوراً غير مسبوق في الذكاء الاصطناعي، مما يمثل نقلة نوعية جديدة من المقرر أن تحدث ثورة في عالمنا بطرق عديدة.
شهدت الأشهر القليلة الماضية تطوراً غير مسبوق في الذكاء الاصطناعي، مما يمثل نقلة نوعية جديدة من المقرر أن تحدث ثورة في عالمنا بطرق عديدة. ذلك أن المعدل الأسي للتطور الذي يحدث في الوقت الحالي لا يمكن فهمه؛ لأننا اعتدنا على التفكير بطريقة خطية، لذلك لا يمكننا تخيل التغيير الأسي حرفياً. وكأنه ضرب من الخيال. من المجالات التي سيغيرها الذكاء الاصطناعي هي بلا شك قطاع المال والتمويل. في الواقع، لا يتعلق الأمر بما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيستخدم العملات الرقمية فحسب، بل هو مسألة كيف سيوظفها وإلى أي مدى.
أولاً، سيتبنى الذكاء الاصطناعي بلا شك العملات الرقمية بسبب الثقة المتأصلة في الكود البرمجي مقارنة بالبشر. إن طبيعة الأموال البرمجية تجعلها خياراً مثالياً للذكاء الاصطناعي، حيث إنها تمتلك صفات مثل كون تعليماتها البرمجية غير القابلة للتغيير، والوصول من غير إذن، والبنية الموزعة (القضاء على نقاط الفشل الفردية)، والتحويل السلس من نظير إلى نظير، والقدرة على أن تخزن عملاتك بنفسك دون مخاطر الطرف الثالث. من الصعب تخيل نظام ذكاء اصطناعي يقصر عملياته على ساعات العمل المصرفي وينتظر فتح البنوك من أجل تنفيذ المعاملات، سيكون من غير المحتمل للغاية، وبصراحة تامة، غير ذكي.
ضع في اعتبارك هذا: إذا تم تكليف الذكاء الاصطناعي بمهمة صياغة اتفاقية تمويل، فهل ستقوم بتعيين محامين بشريين، والتعامل مع المحاكم؟ أم أنها ستنشئ عقداً ذكياً ذاتي التنفيذ على منصة مثل الاثيريوم؟ تضمن العقود الذكية الشفافية والثبات وقابلية التنفيذ، وكل ذلك مع تقليل احتمالية حدوث خطأ بشري أو تحيز.
هناك تطبيق آخر متزايد الأهمية للذكاء الاصطناعي يتعلق بالتحقق من المصداقية من خلال التشفير. لقد شهدنا جميعاً القدرات المخيفة للذكاء الاصطناعي في إنتاج محاكاة مزيفة بشكل مقنع لمظهر وصوت أي شخص في العالم. في المستقبل حيث يصبح التمييز بين ما هو حقيقي وما يولده الذكاء الاصطناعي تحدياً متزايداً، ستلعب تقنيات التشفير دوراً هاماً في التحقق من الهويات الرقمية.
كون البيتكوين والعملات الرقمية نظام مالي ممتاز هي حقيقة واضحة لأي شخص درسها بصدق. لم أقابل شخصاً واحداً قضى ١٠٠ ساعة من العمل فيه فقط لاستنتاج أنه لا يستحق ذلك. بالنسبة لمعظم الناس، فإن مقاومة تبني عملات البيتكوين والعملات الرقمية تستند أساساً إلى الخوف من تعطيل النظام الحالي، إما لأنهم يستفيدون منه، أو لا يمكن لنموذجهم العقلي تجاوز "هذا ما كان عليه الحال دائماً". سيؤدي إطلاق العنان للذكاء الاصطناعي في العالم إلى تسريع اضطراب الوضع الراهن وإجبارنا جميعاً على تغيير نماذجنا العقلية واعتماد تقنيات فائقة بشكل أسرع.
أخيراً، عندما يدير الذكاء الاصطناعي كل شيء، فإنه بالطبع سيستخدم الشكل الوحيد من المال الذي يمكنه التحكم فيه بشكل مستقل، وهي العملات الرقمية.
