ما هي الرموز غير القابلة للاستبدال (إن إف تي)؟

ما هي الرموز غير القابلة للاستبدال (إن إف تي)؟

لقد أصبحت الرموز غير القابلة للاستبدال (إن إف تي) من أكثر المواضيع إثارة للجدل في عالم العملات الرقمية في الآونة الأخيرة. وشأنها شأن أي تطور تقني جديد، فقد تعددت الآراء حولها وطال الحديث بين المؤيدين والمنتقدين لها.

24 فبراير, 2022
دينا سمعان
دينا سمعان
الكاتب

لقد أصبحت الرموز غير القابلة للاستبدال (إن إف تي) من أكثر المواضيع إثارة للجدل في عالم العملات الرقمية في الآونة الأخيرة. وشأنها شأن أي تطور تقني جديد، فقد تعددت الآراء حولها وطال الحديث بين المؤيدين والمنتقدين لها. فتجد البعض يعتبر الـ إن إف تي على أنها ثورة رقمية تحمل فرص بقيمة تريليونات الدولارات لأنها تمثل مستقبل إثبات الملكية، بينما يتجاهل منتقديها إمكاناتها الثورية ويثيرون عاصفة من التساؤلات حول أسباب بيع الرسومات وصور القرود بملايين الدولارات. وكما اعتدنا دائماً، تكمن الحقيقة في أخذ موقف وسطي بين هذين الرأيين.

أولاً، دعونا نعرف ماهيتها. الـ إن إف تي هي أصول رقمية غير قابلة للاستبدال. في عالم التمويل والعملات الرقمية، كل الأشياء قابلة للاستبدال، أي أنها يمكن تبادلها فيما بيننا. على سبيل المثال، عندما أشتري أسهماً في شركة، أو عندما أشتري بيتكوين، لا يهم أي عملة بيتكوين أو أي سهم من الشركة سأشتري، حيث أنه كل سهم في الشركة لديه نفس القيمة وكل وحدة بيتكوين لديها نفس القيمة أيضاً. وعلى العكس من ذلك، فإن الـ إن إف تي تعتبر أصول رقمية مميزة ذات قيم مختلفة ولذلك لا يمكن استبدالها، أي أنها غير قابلة للاستبدال.

في عام ٢٠٢١، بلغ إجمالي قيمة مبيعات الـ إن إف تي نحو ٢٤.٩ مليار دولار (تشير بعض التقديرات إلى أنه وصل ٤٠ مليار دولار)، مقارنة بـ ٩٤.٩ مليون دولار فقط في العام السابق! يبدو أيضاً أن الـ إن إف تي قد بدأت عام ٢٠٢٢ ببداية قوية حيث سجلت مبيعاتها في شهر يناير رقماً قياسياً بلغ أكثر من ٧ مليارات دولار. لفهم هذه الأرقام، دعونا نلقي نظرة كيف تطور مجتمعنا عبر الزمن. إذا تأملنا السنوات الماضية، سنرى كيف أن حياتنا أصبحت على الإنترنت؛ لاسيما بعد ظهور جائحة كورونا التي سرعت هذا التحول الرقمية. اسأل نفسك، كم ساعة في اليوم تقضيها على الإنترنت؟ كم عدد الاجتماعات الافتراضية التي تحضرها مقارنة بالاجتماعات التي تذهب لها شخصياً؟ بالنسبة للكثير منا، فإننا أصبحنا نتفاعل على الإنترنت مع عدد أكبر بكثير من الأشخاص من الذين نتفاعل معهم في "الحياة الواقعية اليومية".

السؤال الذي يطرح نفسه حالياً ويفكر فيه الجميع الآن هو: "حسناً، لما قد يدفع أي شخص الكثير من المال مقابل صورة يمكن تنزيلها مجاناً؟". سأجيب على هذا السؤال بسؤال آخر وهو لماذا قد يشتري أي شخص ساعة أو سيارة باهظة الثمن أو ملابس أو لوحة وما إلى ذلك؟ في الغالب يتعلق الأمر بالمنزلة الاجتماعية. لا يمكننا أن ننكر بأننا كائنات اجتماعية وممتلكاتنا هي إحدى طرق التعبير عن هويتنا وما نحب وما نرغب. من هذا المنطلق، ونظراً للتحول نحو العالم الرقمي الذي طرأ على حياتنا، فإن امتلاك بعض الأشخاص لممتلكات رقمية مثل إلـ إن إف تي يعد أسلوباً للتعبير او كإستثمار بأصل رقمي.

ما زلنا في اولى مراحل تبني ال إن إف تي ولكن مع نمو القطاع الرقمي، أتوقع تطور حالات استخدام هذه الـ إن إف تي إلى ما هو أكبر وأهم من صور القرود والرسومات.


شارك المقال عبر:
مدونة المؤسسين

استثمر اليوم في مستقبل المال مع كوين مينا

مقالات ذات صلة