تأملات في الشمول المالي

تأملات في الشمول المالي

هل سيؤدي اعتماد العملة الرقميّة المتزايدإلى تعزيز الشمول المالي؟ الإجابة هي: حتماً!

04 مايو, 2022
دينا سمعان
دينا سمعان
الكاتب

هل سيؤدي اعتماد العملة الرقميّة المتزايدإلى تعزيز الشمول المالي؟ الإجابة هي: حتماً!

رغم حقيقة أن اعتماد الخدمات البنكية الرقميّة والعملات الرقميّة لا تزال في بداياتها، إلا أنّها تشهد انتشاراً سريعاً وشعبية متزايدة لاسيما وأنها تسعى بالفعل إلى إضفاء الطابع الديمقراطي على المشهد المالي عالمياً، خاصةً عند مقارنتها بالإجراءات البنكية التقليديّة.

تستطيع العملات الرقمية سدّ فجوة الشمول المالي وذلك بفضل قدرتها على تمكين "غير المتعاملين مع البنوك" و"الذين يواجهون صعوبة في الاستفادة من الخدمات البنكية" مالياً، علماً أنّ هذه الفئات تمثل نحو ١.٧ مليار شخص على مستوى العالم. فوفقاً لتقرير صادر عن البنك الدولي، تكاد تبلغ نسبة الأشخاص "غير المتعاملين مع البنوك" في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ٧٠٪! ومن خلال تكنلوجيا الكريبتو والبلوكتشين، يمكن لهذه الفئة الآن المشاركة في السوق المالية من دون الحاجة إلى الامتثال للشروط التعجيزيّة التي تفرضها البنوك التقليديّة.

لا شكّ أنّ إحدى المزايا الرئيسية للخدمات المالية الرقمية هي سهولة الوصول إليها: إذ يمكن لكلّ من لديه اتصال بالإنترنت الاستثمار في العملات الرقميّة المتميزة مثل بيتكوين (BTC) وإثيريوم (ETH). ونظراً لأن نحو ٧.٢٦ مليار شخص (أي أكثر من ٩٠ في المئة من سكان العالم) لديهم هاتفاً "ذكياً"؛ فمن المتوقّع أن يشهد تبني واعتماد العملات الرقمية ارتفاعاً في المستقبل مما يؤكد مدى شمولية العملات الرقمية.

أما بالنسبة للمستثمرين الأفراد فإن شمولية العملات الرقمية تبدو أكثر وضوحاً؛ إذ أن السبل التقليدية للتمويل مثل الاكتتاب العام الأولي (IPOs) تعد غير متاحة للأغلبيّة وذلكبسبب فرضها معايير أهلية؛ حيث أنه بالإضافة إلى ضرورة امتلاك المستثمرين المحتملين حساب مع وسيط، يتعين عليهم أن يثبتوا أنهم متداولون نشطون أو معتمدون أو أنّهم يمتلكون عدداً محدداً من الأصول. تضفي العملات الرقميّة الطابع الديمقراطي لعملية الاستثمار في الأصول المتميّزة، لاسيما وأنها لا تفرض على المستثمرين المحتملين مثل هذه الشروط.

كما جاء الانتقال من الويب ٢.٠ إلى الويب ٣.٠ بحالة استخدام مثيرة للاهتمام؛ فعلى سبيل المثال، أصبح جمع التمويل في متناول يد الجميع؛ فيمكن لأي شخص أو هيئة جمع التمويل من ملايين الأفراد حول العالم. لقد سمح الإنترنت للأشخاص بمشاركة اهتماماتهم مع الآخرين، وبفضل الخدمات المالية الرقميّة أصبح في وسع الأشخاص المساهمة مالياً أو الاستثمار في المشاريع التي تتوافق مع قيمهم وآرائهم. ففي الويب ٢.٠ كان الناس يتبادلون الإعجابات ومع الويب ٣.٠ أصبح الناس يتبادلون القيم.

هناك الكثير من الأمثلة التي تنطبق على هذا السياق، ولكن في رأيي الشخصي كلما تعرف المزيد من الأشخاص على الخدمات المالية الرقميّة التي تتميّز كوين مينا بتقديمها، اقتنعت أن هناك شغفاً حقيقيّاً وتعطشاً لهذه الثورة المالية التي يشعلها هذا القطاع. فقد أثبتت العملات الرقمية أنها تفوقت بأشواط على البنوك في تقديم أفضل تجربة للمستخدم.

إذا تخطّينا موجة الخوف والارتياب والشك، سيتبيّن لنا أنّ العملات الرقميّة تتمتّع بالقدرة على إنشاء عالم مالي أكثر إنصافاً وشمولية لمليارات الأشخاص حول العالم.

شارك المقال عبر:
مدونة المؤسسين

استثمر اليوم في مستقبل المال مع كوين مينا

مقالات ذات صلة